الفتح- حل فصل الشتاء ولم يحدث التغيير الذي طالما تحدث عنه المسؤولون في شركة توزيع الكهرباء وسلطة الطاقة، فأزمة الكهرباء القاسية التي أرقت المواطنين طوال فصل الصيف امتدت وظلت على حالها خلال الشتاء.
الأموال الطائلة التي تجمع قسراً من رواتب الموظفين وانخفاض درجات الحرارة بصورة ملموسة، لم يحلا الأزمة كما قيل ولم يحدث ذلك التغيير المنتظر وما زال عشرات الآلاف يعتمدون على المولدات المزعجة لإنارة منازلهم.
المواطن محمود صالح كان يهم بمغادرة مقر شركة توزيع الكهرباء في محاولة لتسوية أوضاعه ووقف الخصومات من راتبه، تساءل عن جدوى استمرار الخصومات من الرواتب في ظل تواصل الأزمة في وقت كان من المفترض أن تنتهي أو تتراجع.
وأوضح صالح أن الحصول على الطاقة في منزله بات من أكثر المصروفات التي ترهقه فالشركة بحاجة إلى 170 شيكلاً شهرياً تخصم مباشرة من الراتب والمولد بحاجة إلى أكثر من مائة شيكل بين وقود وصيانة.
وقال صالح: 'لم نعد نرى أو نسمع أياً من المسؤولين الذين طالما وعدوا بإنهاء الأزمة أو تخفيفها حال حصلت الأموال من الموظفين وانخفضت الحرارة'، متسائلاً عن وضع الكهرباء في قطاع غزة خلال فصل الصيف المقبل.
أما المواطن حسن عمور فتساءل عن سبب استمرار الأزمة بهذا الشكل الحاد رغم أن استهلاك الكهرباء تراجع بشكل عام بعد وقف استخدام وسائل التبريد وقلة أوقات عمل الثلاجات وخلود المواطنين للنوم مبكراً، ما يعني إطفاء الأنوار والأجهزة الكهربائية الأخرى.
وطالب عمور الجهات المعنية بالعمل على حل الأزمة وإشعار المواطنين بتحسن ملحوظ أو الخروج للمواطنين وإعلان الفشل ووقف الاستقطاعات من الرواتب.
وقرب إحدى محطات الوقود كان يقف المواطن سامي حسنين ينتظر دوره ليقوم بتعبئة جالون بوقود البنزين ليتمكن من تشغيل مولده وإنارة منزله.
وأوضح حسنين ويقطن غرب محافظة رفح أن أزمة الكهرباء تتواصل مع اقتراب امتحانات نهاية الفصل الدراسي الأول، ما يعني ضرورة اللجوء لوسائل توفر طاقة لإنارة المنازل لتمكين الطلاب من المذاكرة.
وناشد حسنين الجهات المعنية العمل لإيجاد حلول سريعة للأزمة وضمان وصول التيار أطول وقت ممكن لتمكين الطلاب من الدراسة وتخفيف المصروفات عن أولياء الأمور.
أما المواطن أحمد جميل وكان يشتري الشمع من إحدى أسواق المدينة فقال ساخراً: 'إنارة المولدات للأغنياء وصوتها وعادمها للفقراء'.
وأكد جميل وهو مريض وعاطل عن العمل أنه لم يستطع شراء مولد أو بطاريات موفرة للطاقة لإنارة منزله ما يضطره للاعتماد على وسائل بدائية، متسائلاً إلى متى ستظل الأزمة على حالها؟
وأوضح أن أزمة الكهرباء وتبعاتها أشعرت الفقراء بمدى عجزهم وأحرجت الآباء أمام أبنائهم الذين باتوا يطالبون بمولد أسوة بهذا القريب وذاك الجار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق