رام الله/ الفتح /أعلن الدكتور صائب عريقات مسؤول ملف المفاوضات في منظمة التحرير لـ 'القدس العربي' ان السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة سيعقد اليوم الاثنين اجتماعا لكل المجموعات في المنظمة الدولية للاتفاق على موعد محدد لطرح موضوع إدانة الاستيطان في مجلس الأمن، في الوقت الذي كشف فيه في إسرائيل أن اللجنة الخاصة بالإشراف على عملية البناء الاستيطاني ستبدأ الأسبوع المقبل مناقشة خطة لإقامة 1400 وحدة استيطانية في مستوطنة 'جيلو' جنوبي مدينة القدس.
وقال عريقات الذي عاد قبل يومين من العاصمة الأمريكية واشنطن بعد مباحثات مع المسؤولين هناك حول الطرق الكفيلة بدفع عملية السلام أن جورج ميتشل المبعوث الأمريكي لعملية السلام أبلغه خلال لقائهم سوياً أن الإدارة الأمريكية تعارض فكرة توجه السلطة إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار يدين الاستيطان الإسرائيلي في المناطق الفلسطينية.
وأكد عريقات خلافاً لتقارير نشرت ان هذا هو الموقف الأمريكي الذي أبلغت به القيادة الفلسطينية وليس طلباً بتأجيل طرح مشروع القرار على مجلس الأمن.
وأبلغ عريقات ميتشل خلال اللقاء ان القيادة الفلسطينية تجري مشاوراتها مع جميع الأطراف الدولية، وأنها لا تريد أن تصطدم بأحد، وأنها عازمة على الذهاب لمجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار بإدانة الاستيطان، وفقاً لما أعلنه الرئيس محمود عباس في وقت سابق.
وأشار المسؤول الفلسطيني أنه أبلغ ميتشل خلال اللقاء الذي امتد لثلاث ساعات متواصلة أن الموقف الفلسطيني يتماشى مع خطاب الرئيس باراك أوباما في جامعة القاهرة. وأشار عريقات إلى أنه قدم لجورج ميتشل تقريرا مفصلا يبين الأعمال الاستيطانية، في الضفة والقدس، وعمليات تهجير الفلسطينيين من منازلهم وكذلك عمليات هدم البيوت في مدينة القدس، والتي قال ان جميعها تثبت أن إسرائيل لا تريد السلام، وانها تهدف إلى إخراج مدينة القدس من مفاوضات الوضع النهائي.
وخلال حديثه كشف عريقات ان السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة رياض منصور سيعقد اليوم الاثنين مع كل المجموعات في الأمم المتحدة لقاء لـ'إنهاء التشاور حول طرح مشروع إدانة الاستيطان، لاتخاذ قرار بالتوقيت الذي سيتم خلاله التوجه للصندوق الأزرق (التصويت) في مجلس الأمن'.
وأكد أن مشروع القرار يطالب بإدانة الاستيطان واعتباره عملا غير شرعي، والمطالبة بتطبيق ميثاق جنيف الرابع لعام 1947 على الأرض المحتلة بما فيها القدس وقطاع غزة، ووقف الاستيطان بما يشمل القدس حتى تستأنف المفاوضات النهائية، وكذلك إدانته لكل الممارسات الإسرائيلية التي تناقض ميثاق الأمم للمتحدة.
وذكر عريقات أن القيادة الفلسطينية لا تريد أن يواجه القرار الذي سيطرح على مجلس الأمن بـ'فيتو' أمريكي.
وكانت الجانب الفلسطيني أعلن نهاية شهر ايلول (سبتمبر) من العام الماضي انسحابه من المفاوضات مع إسرائيل التي ترعاها الإدارة الأمريكية بسبب عدم موافقة الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو على تمديد قرار تجميد لاستيطان، وحاولت الإدارة الأمريكية مراراً حل الأمر، لكنها أعلنت في نهاية المطاف فشلها في إقناع إسرائيل بمديد قرار تجميد الاستيطان.
وأعلن الرئيس عباس عقب ذلك أن القيادة الفلسطينية لديها سبعة خيارات ستبدأ بتطبيقها في حال الإعلان عن فشل عملية التسوية، وقال أن أولى هذه الخطوات ستكون بالذهاب لمجلس الأمن لإدانة الاستيطان، ومن ثم الطلب بالاعتراف بدولة فلسطينية على حدود العام 1967.
إلى ذلك، علق المسؤول الفلسطيني الكبير على القرار الإسرائيلي الذي كشف عنه أمس بأن لجنة التنظيم والبناء في مدينة القدس المشرفة ستناقش الأسبوع المقبل بناء 1400 وحدة استيطانية في مدينة القدس بالقول ان هذا المشروع يثبت أن الحكومة الإسرائيلية تعد 'حكومة استيطان بامتياز'.
وأكد مسؤول ملف المفاوضات ان المشروع الجديد 'يثبت صحة الموقف الفلسطيني القاضي بان إسرائيل غير معنية بالسلام، وأنها لا تزال تتحدث بلغة الجرافات وهدم المنازل والحصار الرصاص'.
وانتقد عريقات الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو وقال انها لا تريد عملية السلام، وطالب الإدارة الأمريكية بالإعلان عن 'انهيار مباحثات السلام وتحميل إسرائيل المسؤولية'.
وأكد أن الإدارة الأمريكية تعرف جيداً السبب في انهيار عملية السلام، وقال ان واشنطن تدرس خياراتها للمرحلة المقبلة. وأشار إلى أنه بات للفريق الأمريكي المشرف على المفاوضات أن حكومة إسرائيل لا نية لديها بوقف الاستيطان والدخول في عملية السلام.
ومن المؤكد أن يلقي هذه المشروع بظلاله على ملف المفاوضات الفلسطيني الإسرائيلي المتعثر بسبب رفض إسرائيل تجميد الاستيطان خلال فترة التفاوض، خاصة في ظل المشاورات التي بدأتها قبل يومين الإدارة الأمريكية مع مسؤولين من كلا الفريقين في واشنطن لعودة عملية المفاوضات المباشرة من جديد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق