شبكة الفتح الإعلامية

الأحد، 13 فبراير 2011

مراقبون : قناة الجزيرة لا تريد إسقاط النظام بل إسقاط مصر في الفوضى

 الفتح /شعرت قناة الجزيرة القطرية ، بالهزيمة عندما قرر الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك بالتخلي عن منصبه ، وصعد طائرته مكلفاً المجلس العسكري الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد ، وكأن هزيمتها جاءت بإنتصار غالبية المتظاهرين في ميادين مصر ، مع بقاء حركة الأخوان المسلمين وبعض الاحزاب الصغيرة لما رأت أن مهمة الميادين وخاصة ميدان التحرير لم تنته بعد!.

مر يومان بعد تنحي مبارك وفضائية الجزيرة تتابع دون إنقطاع تجمعات المصريين في انحاء مختلفة في الجمهورية الواسعة ، تبحث عدستها عن ما يوافق هدفها المخفي من الثورة ، أهداف قد يدركها المتابع الجيد للفضائية 'الثائرة' ليس على الأنظمة العربية ، بل على الإستقرار العربي في منطقة الشرق الأوسط ، (أمد) استقرأ آراء بعض المتابعين لإحداث مصر ، وتغطية الجزيرة القطرية لفترة ما بعد تخلي الرئيس السابق مبارك عن السلطة :
الاستاذ عبد الصمد حمود وهو مدرس للعلوم السياسية والاقتصادية في جامعات قطاع غزة يقول لــ (أمد) :' انتهت ثورة الشباب المصري وتحققت أحلامهم ، ويكفيهم فخرا أنهم رفعوا رؤوسهم بكل عزة ونقاء ، يوم أن تركوا الميادين والاماكن العامة في مصر وعادوا الى بيوتهم ، بكامل عافيتهم ، وفي أيديهم أوسمة النصر ، وشعر كل رب أسرة في عيون ابناءه الإباء الذي شطب سنوات الكبد والقهر ، والنوم الطويل والعزلة في الغرف المغلقة ، هذا الانتصار يكفي لشباب مصر الذي غيروا نظامهم السياسي بورد أبيض ، ولكن بعض الأحزاب والقوى السياسية التي تنتمي الى شهوة الإثارة والقيادة ، ألزمت شبابها وقياداتها البقاء في الميدان ، حتى سماع صوتها الضعيف ، بعد أن تركها حشود الثوار الكبار بإنتصارهم العظيم ، ولأن بعض الفضائيات المعادية لإرادة الشعوب العربية ، والتي صورت الإنسان العربي أنه إنسان خانع وجبان وكسول ، يقاد لا يقود ، ومنها فضائية الجزيرة القطرية التي لا تؤمن بإنتصارات غيرها ، ولا تكل ولا تمل لتحقيق أهدافها ، والتي عرفنا بعضها بما فعلته في العراق ، كان يجب عليها البحث عن أماكن المتظاهرين والقوى السياسية المتعجرفة ، وخاصة الأخوان المسلمين الذين ، شعروا بهزيمة بالغة جراء قبولهم الحوار مع اللواء عمر سليمان وانسحابهم بدون ماء الوجه ، هؤلاء لهم 'مايك ' وعدسة الجزيرة دوما ، وتسمع أصواتهم المعارضة والرافضة لكل شيء ، ليعلو صوتهم في مراحل الإنفجارات والفوضى والعذابات الفظيعة ، في المجتمعات كما هو الحال في العراق وقطاع غزة ، والملاحظ أن الفضائيات العربية الحقيقية ، ساعدت الشعب المصري والشباب الثائر المنتصر بترتيب بلاده وتنظيف ميادينها وشوارعها ، واظهرتهم على أكمل وجه وقالت لهم شكرا ووضعت ورودا بيضاء على صدر كل شاب وشابة مصرية ، بتحقيقهم أهدافهم العادلة ، ولكن الجزيرة تجاهلت هؤلاء وأن كانوا هم أساس الثورة ، وذهبت الى مثيري القلاقل والفوضى ومنتهزي الفرص ، لتسلط عليهم الضوء ، وتحرج الجيش المصري العريق ، بل ذهب محللو الجزيرة ومنهم للأسف عزمي بشارة بالتشكيك بنزاهة الجيش المصري ، وإلصاق الولاء الكامل لهذا الجيش لحسني مبارك كقائد واضح لمرحلة الفساد وانتهاك حقوق الانسان ، حتى بعد تنحي الرئيس مبارك ، استكملت فضائية الجزيرة دور تأليب المصرين على جيشه ، والإنسان العادي جدا يدرك أن هدف الجزيرة ليس رحيل مبارك ، انما ترحيل مصر الى الفوضى والغليان والفلتان ، وهذا يضعها بشكل دائم في دائرة الشبهات '.
اما الاستاذ ابراهيم العلمي يعارض حمود بجزئية إثارة الفوضى وإدخال مصر مرحلة الفلتان قائلا لـ (أمد) :' الجزيرة بدون تضخيم دورها ولا تحقيره ، ولنضعها في مكانها الطبيعي ، وهي وسيلة اعلامية مرئية كغيرها في الانتشار الفضائي ولكنها متفوقة بالإمكانيات ومتغيرة بالنهج والاسلوب والرؤى وعليه ، تتابع الأحداث في أي بقعة كانت في الوطن العربية من زاوية مختلفة عن زوايا تناولها من قبل منافسيها وخاصة فضائية العربية ، ولذا تثير حولها الكثير من التساؤلات لدى المشاهد العربي ، وقد يكون نفسها الطويل بتناول الأحداث وراء ذلك ، فهي صورت الشباب وهم ينظفون الميادين في مصر ، ونقلت احتفالاتهم ، وابتهج مذيعيها وأن كانوا مهنيين خارج الحدث إلا أنهم أظهروا فرحتهم برحيل مبارك عن الحكم ، وما حدث بعد التنحي يأتي في إطار نقل رسائل المتبقين في الميادين والتجمعات والمتظاهرين للجيش المصري وعليه أن يسمعهم ، وهذا ليس عيبا أو حراما ، فهؤلاء شريحة عريضة في مصر ومطالبهم يجب أن تسمع ، فالعربية وغيرها لموا أوراقهم وانتقلوا بعدسات كاميراتهم الى أماكن أخرى وسلطوا الضوء على البارز المصري فقط، وقالوا للشعب هنيئا انتصاركم ، ولكن الجزيرة تشعر أن دورها في مصر لم ينته بعد ، ولأن مصر مابعد الحدث لها قراءة متغيرة عن مصر التوقعات في الحدث ، ولكن اعارض الجزيرة بفتح مساحات واسعة للرافضين المصريين لكل شي ، والذين يريدون أن يستمروا بالتظاهر لمجرد التظاهر ، كالقوى والاحزاب والحركات التي شعرت أنها خرجت في عهد الجيش بخفي حنين ، كان على الجزيرة أن تدخل بيوت الشباب المصري وتنقل صورا عن أفراحهم بما حققوه من انتصارهم ، اضع اشارة استفهام هنا على الجزيرة، وأنا كأي مواطن عربي وأن كنت متابع جيد لوسائل الاعلام ودارس لها ،ينتابني الكثير من الشكوك حول دور الجزيرة الحقيقي في بعض البلدان العربية ، وخاصة تلك التي لها مناكفات سياسية مع دولة قطر '.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق