رام الله/ الفتح / جدد الرئيس محمود عباس، اليوم السبت، إدانته الشديدة للعدوان الإسرائيلي بحق أبناء شعبنا في قطاع غزة، مطالبا المجتمع الدولي للتحرك لوقف هذه المذبحة.
وأكد السيد الرئيس في مقابلة أجراها مع قناة 'النيل للأخبار' الرسمية المصرية، بنهاية زيارته المهمة للقاهرة التي استمرت أربعة أيام، والتقى خلالها كبار المسؤولين المصريين، أن العلاقة بين قيادة الشعبين الشقيقين متينة وقوية.
وقال: 'الموقف المصري داعم لنا، ولم أجد أي تغيير، فما كان يقوله السيد عمرو سليمان ووزير الخارجية المصري السابق أحمد أبو الغيط في عهد الرئيس محمد حسني مبارك، قاله لنا القادة الجدد، لقد تغيرت الأسماء، ولم تتغير المواقف'.
وأشار الرئيس إلى ان اللقاءات التي أجراها في القاهرة مع المسؤولين المصريين تناولت بالأساس قضيتين هما: عملية السلام، والمبادرة التي أطلقها سيادته في السادس عشر من الشهر الماضي لإنهاء الانقسام، وتشكيل حكومة وطنية من التكنوقراط.
وأضاف: 'لقاءاتنا مع القيادة المصرية ليست الأولى، ولكنه لقاءي الأول بعد الثورة المصرية، ولقد التقينا المسؤولين في هذا البلد الشقيق، كما التقيت شيخ الأزهر والبابا شنودة، ووجدنا أن القيادة المصرية تتابع باهتمام كل ما يجري في فلسطين'.
وأوضح أنه قلق جدا على أهالي قطاع غزة جراء التصعيد الإسرائيلي الخطير، مضيفا: 'إنني أخشى حدوث مذبحة ضد غزة، ونحن طالبنا بتحرك الأمم المتحدة، واللجنة الرباعية الدولية لمنع تواصل هذا العدوان'.
وشدد سيادته على أن الظروف الصعبة التي تواجهها القضية الفلسطينية تتطلب إنهاء الانقسام دون تأخير، مذّكرا بأنه في مبادرته التي أطلقها بجلسة المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية الأخيرة أعلن استعداده لزيارة القطاع، وأنهم في 'حماس هناك من تطرف في معارضته، وهناك من أيد، ولكن لم تصل بعد إجابة رسمية واضحة من هذه الحركة بخصوص هذه المبادرة'.
وقال الرئيس: 'أنا مصمم على إنهاء الانقسام، ولن أيأس'، مؤكدا أن مصر هي الراعية للمصالحة الفلسطينية بتكليف من جامعة الدول العربية'.
وردا على سؤال حول العودة للحوار لمناقشة المسائل العالقة مع حركة حماس، أجاب سيادته: 'لا ضرورة للعودة للحوار، لقد استنفذنا كل المواضيع، ولم يبق شيء فلماذا نتحاور؟، لنلتقي في غزة، أو حتى في رام الله ونتفق على تشكيل الحكومة من شخصيات وطنية مستقلة 'تكنوقراط'، وننهي الانقسام'.
وتابع: 'غزة دمرت، ويجري تدميرها، ونريد أن نُخرج القطاع من الورطة التي يعيشها أهلنا هناك، وأي انتخابات قادمة سيشرف عليها جهات دولية وعربية، وآلاف المراقبين'.
وأضاف: 'حجة إسرائيل أنه لا يوجد قيادة فلسطينية موحدة فيجب أن نبطل هذه الحجة، والانقسام مخزين وعلى ماذا نختلف؟..سياسيا لا يوجد اختلاف ملموس مع حماس، فهذه الحركة تدعو للتهدئة مثلنا، وحماس مارست التهدئة، ومن يطلق الصواريخ هم من فصائل إسلامية أخرى'.
وردا على سؤال حول مبررات اعتقال أشخاص من المحسوبين على حركة حماس، أجاب الرئيس: 'لدينا سلطة واحدة وسلاح واحد، وأتحدى أن يكون هناك سجين بسبب الانتماء السياسي أو الفكر، أو الأيدولوجيا، ونحن لا نقمع حرية الرأي ولا نسجن من يشتمنا أو يسبنا، وانظروا كيف تم التعامل باحترام مع المظاهرات المطالبة بإنهاء الانقسام في رام الله والضفة الغربية، وكيف تم قمعها من قبل حماس'.
وأضاف: 'الاعتقالات في الضفة تكون على خلفية السلاح، أو المتفجرات أو تهريب أو تبييض الأموال، وأتحدى أن يكون هناك سجين سياسي، ونحن اعتقلنا 8 من أبناء فتح ومن الجبهة الشعبية لأنهم خالفوا ضوابط حمل السلاح، وبالنهاية القضاء يقرر وسجوننا مفتوحة أمام المنظمات الدولية'.
وبشأن عملية السلام، أعاد الرئيس التأكيد على أن تعثر المفاوضات سببه عدم التزام إسرائيل بوقف الاستيطان، مؤكدا في الوقت ذاته أهمية البيان الذي ألقاه وزير خارجية بريطانيا باسم بلده وألمانيا وفرنسا خلال جلسة مجلس الأمن الدولي لمناقشة مشروع القرار المدين للاستيطان، والذي أكد أن الاستيطان غير شرعي، موضحا أنه يدعم هذا البيان بقوة.
وقال الرئيس: 'لن نتزحزح، ومواقفنا واضحة نريد الدولة المستقلة ضمن حدود الرابع من حزيران 1967، والعالم كله معنا.. وفي شهر سبتمبر المقبل سنسأل الرئيس باراك أوباما أين وعدك بضرورة أن تكون فلسطين كامل العضوية في الأمم المتحدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق